إذا كنت كاتباً فاشلاًلا تملك موهبة ولا تسعفك الفكرة أو البلاغة ، او كنت قاصاً خائباً لا تتقن فن الكتابة ، أو كنت مخرجاً متواضع القدرات لا حظ لك في الشهرة والنجومية فلا تبتئس
هناك من يتيح لك أن تصبح مشهوراً ولامعاً
ما عليك سوى أن تكون مسلماً بالاسم أو بالهوية ، وأن تتعرض لحقائق الإٍسلام وحرماته بالهجوم والتحرش ، بعدها ستحوز ما لم توفره لك قدراتك ، وتسلط عليك الأضواء التي تحلم بها ، وتتحول إلى (شهيد) للتزمت ... والتحجر ... والتقاليد ، وتصبح بطلاً من أبطال الفكر ، ورمزاً للصلابة والتحرر وتحدي الموروث .
هذه ليست وصفة للفاشلين ، ليجربوا هذا الطريق ، ولكنها توصيف للواقع القائم ، ولأسلوب "مكافأة الانحراف " الذي يمارسه الإعلام الغربي ضد العالم الإسلامي بصورة مملة ، تثير الاشمئزاز ، وتكشف عن خفايا الصدور تجاه هذه الأمة ،
أدباء الغرب الذين قرأوا قصة سلمان (آيات شيطانية) قالوا إنها تخلو من أي إبداع أدبي أو قصصي ، وإنها لا تستحق بأي معيار الجوائز والتكريم .ولم تنل البنغالية تسليمة نسرين الاهتمام الغربي بها إلا لأنها سطرت قصة بائسة قوامها أن امرأة مسلمة أحبت مشركاً من الهندوس ، ولكن تزمت أسرتها حال دون هذا الحب . وهذا هو سر إبداع نسرين كله في نظر الغرب ، رغم أنها لم تجد غربياً واحداً يعجب بقصتها أو حتى يغامر بشرائها!
وقل مثل هذا عن التركي (عزيز نسيم ) ، أو عن غيره ممن ينالون الحظوة والتصفيق في الغرب ، لسبب واحد لا ثاني له ، هو أنهم مسلمون بالاسم يشتمون دينهم ، ويتنكرون له .
أحدث السائرين في هذا الطريق مخرج سينمائي نصراني ينتمي لبلد عربي تخصص في الأعمال المثيرة التي تتناول قصص الأنبياء والعلماء ، بطريقة تصادم حقائق الإسلام ، فتارة يتصدى لقصة يوسف (عليه السلام ) بصيغة تتوافق مع توجهات اليهود وايحاءاتهم ، وتارة أخرى يتناول حياة ابن رشد بصورة تثير جدلاً ولغطاً .
إن الأصول والعرف يفرضان على كل من يقطن ديار المسلمين ألا يمس عقائدهم ، وإلا يقترب من ثوابتهم ، وأن يبحث عن مجده الفني في غير هذه المواضع ، إلا أن صاحبنا ضرب كل ذلك بعرض الحائط وقدوته في ذلك مسلمون فعلوا الأمر نفسه .
الغرب لم يخيب ظن هذا المخرج ، ولكنه لم يرد أن يتنكر للمعايير الفنية والمهنية للجوائز فمنحه جائزة الذكرى الخمسين لمهرجان فني سينمائي شهير ، وهي جائزة رمزية تمثل التقدير المعنوي ، وترمز إلى تكريم صاحبها بغض النظر عن جودة عمله .
وإذا كان المثل المعروف عندنا "لكل مجتهد نصيب" ، فإن دوائر الغرب الإعلامية والأدبية والفنية تحاول أن ترسخ مبدأ بديلاً قوامه "لكل منحرف نصيب" ، أو "لكل منحرف جائزة" ، وبالقطع فإن الهدف هو تشجيع هذه المسلكيات ، وتلميع أصحابها وإثبات أن ما فعلوه يمثل إبداعاً فكرياُ وموقفاً جريئاً
0 التعليقات:
إرسال تعليق