الخميس، 19 نوفمبر 2009

لــ يحيا العدل


القاضي :- حكمت المحكمة حضوريا على المتهم بالسجن المؤبد مدى الحياة..

.

المتهم :- يحيا العدل .. يحيا العدل .. يحيا العدل

.

لا داعي للاندهاش فهذا حقيقة ؛ لا وهما ولا تدارك لحلم نوم بالغفلة ..
.
نعم المتهم فرِح جدا بهذا السجن المؤبد
..



أن تحكم على العين بالسجن المؤبد بغض الطرف
فلا تستبيح حراما ولا تحرم حلالا فــ يحيا العدل ..!

.

أن يُحكَمْ على لسانك بالسجن المؤبد فلا يجوز لك أن تقول كلمة الحق في وجه ظالم
؛
ولا أن تذكر وتندد بقضية شعب موروث في أشعاث عملك وجامعتك
.
و إلا هوجمت بقوات أمن لا أول لها من آخر كرد فعل لفعلتك
؛
ولا تؤثر فيك كل هذه التهديدات وتنطق وتندد وتثير مشاعر ناعسة عين القلب
؛
فيُحكم عليك وعلى من حولك بتهم لا أول لها من آخر و بتعسفات لا ورائها سوى ضعف القاضي فــ يحيا العدل
..!

أن يطلب منك سجن يديك فلا تلوح بها في وجه من يستحق طفح المكاييل في رأسه
؛
وعدم استعمالها في كتابة كلمة تشير ولو بمئات الأميال المتباعدة
.
إلى شخصا ما أو إلى قضية ما و إلا كان الأذى لحاق عنقك
؛
فتفعل كل نواقض طلباتهم وتهاجَمْ وتصبح في أوج الخطر الملم ولا تبالي فـــ يحيا العدل
..!


أن تغضب وترسم ملامح غضبك على عضلات عقلك لا قلبك فحسب
؛
ويطلب منك سجن عقلك فلا تفكر في محظور – عقلي –
.
وترفض أن يضمحل عقلك بفكره لهذا الهبوط وتعلن العصيان وتسجن عقلك
.
في دائرة اسمها لو تركته لكم ضعت وضاع معي فــ يحيا العدل
..!

أن تترك الحوار في حديث ليس به سوى شتم وقذف وعصيان تعسفي
.
وتسجن نفسك في دائرة كلها صمت مبرهن فـــ يحيا العدل
..!


أن تهان وتعاب وتسجن أيادي من تحبهم في معتقلات ظنوها هي كذلك
؛
ولكننا نراها جنان الدنيا التي ستضيء لنا دروبا لجنان الآخرة كرد فعل لكرامتك
.
ونخوتك فـــ يحيا العدل ..!

.

أن يناديك عباد الله باسم السجين الدنيوي وتوقن بأن سجنك قوة منك
.
وكوابل يديك كرامة لك ؛ وحبك للخير دائماً محفزا لطوال مكثك في سجنك
.
أكثر وأكثر فـــ يحيا العدل
..


أن تكون سجينا ابن سجيناً ومن أحفاد السجناء ويقال عنكَ هكذا فهنيئاً لكَ بسجنكَ
ولـــ
.


يحيا العدل ..!

.

من أجل كل هذا وأكثر ناديت بأعلى صوت في حلمي مستلهمة أحلام
.
راودت آباء رسالتي سالفا قائلة:- وليكن
.
.. فلـــ يحيا العدل ..!
.

بمشاعر / SAHAR